الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.تفسير الآيات (14- 25): .شرح الكلمات: {وخلق الجان من مارج من نار}: أي أبا الجن م لهب النار الخالص من الدخان وهو مختلط احمر وازرق واصفر. {رب المشرقين ورب المغربين}: أي مشرق الشتاء، مشرق الصيف أي مطلع طلوع الشمس فيهما. وكذا المغربين في الصيف والشتاء. {مرج البحرين يلتقيان}: أي أرسل البحرين العذب والملح يلتقيان في رأي العين. {بينهما برزخ لا يبغيان}: أي بينهما حاجز لا يبغى أحدهما على الآخر فيختلط به. {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان}: أي يخرج من مجموعها الصادق بأحدهما وهو الملح اللؤلؤ والمرجان وهو خرز أحمر، وهو صغار اللؤلؤ. {وله الجوار المنشأت في البحر كالأعلام}: أي السفن المحدثات في البحر كالأعلام أي كالجبال عظماً وارتفاعاً. .معنى الآيات: .من هداية الآيات: 2- معرفة مطالع الشمس ومغاربها في الشتاء والصيف وهما مطلعان ومغربان. 3- معرفة صناعة اللؤلؤ والمرجان، والسفن التي هي في البحر كالجبال علواً وظهوراً. 4- وجوب شكر الرحمن على إنعامه على الإِنس والجان. .تفسير الآيات (26- 36): .شرح الكلمات: {ويبقى وجه ربك}: أي ذاته ووجه سبحانه وتعالى. {ذو الجلال والإِكرام}: أي العظمة والإِنعام على عباده عامة والمؤمنين بخاصة. {يسأله من في السموات والأرض}: أي يسألونه حاجاتهم التي تتوقف عليها حياتهم من الرزق والقوة على العبادة. والمغفرة للذنب، والعزة من الرب. {كل يوم هو في شأن}: أي كل وقت هو في شأن: شؤون يبديها وفق تقديره لها يرفع أقواماً ويضع آخرين. {سنفرغ لكم أيها الثقلان}: أي لحسابكم ومجازاتكم بعد انتهاء هذه الحياة الدنيا ونجزى كلاً بما عمل. {إن استطعتم أن تنفذوا}: أي إن قدرتم على أن تخرجوا. {من أقطار السموات والأرض}: أي من نواحي السموات والأرض. {فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان}: أي فاخرجوا. لا تنفذون إلا بقوة ولا قوة لكم وهذا تعجيز لهم. {يرسل عليكما شواظ من نار}: أي من لهب النار الخالص الذي لا دخان فيه. {ونحاس}: أي دخان لا لهب فيه، ولا يبعد أن يكون نحاساً مذاباً. {فلا تنتصران}: أي لاتمتنعان من السوق إلى المحشر. .معنى الآيات: وقوله الرحمن {سنفرغ لكم أيها الثقلان} من الإِنس والجن فنحاسبكما ونجزيكما محسنكما بالإِحسان وسيئكما بالسوء والخسران، وهذا يوم تقومان للرحمن، حفاة عراة وتقفان بين يديه للحكم فيكما والقضاء بينكما فبأي آلاء ربكما تكذبان أبالعدل في الحكم بينكما أم بإسعاد صالحيكما واشقاء مجرميكما. وقوله الرحمن {يا معشر الجن والإِنس إن استطعتم أنْ تنفذوا} أي تخرجوا {من أقطار السموات والأرض} أي من جوانبهما وأطرافهما {فانفذوا} أي اخرجوا هاربين من قضائى وحكمى لكما وعليكما لا تنفذون إلا بقوة قاهرة غالبة ولا قوة لكم ولا سلطان هكذا يتحداهما الرحمن وهم يساقون إلى ساحة فصل القضاء فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ أبنعمة احيائكما بعد موتكما أم بنعمة إكرام صلحائكما وإهانة فاسديكما وهي العدالة التي لا رحمة ولا نعمة في الحياة الدنيا تساويهما. وقوله تعالى: {يرسل عليكما شواظ} أي لهب النار الخالص من الدخان، ونحاس وهو دخان خالص فلا تنتصران هذا إن أردتما الفرار من عدالتي وعدم الإِذعان لقضائي وحكمي فيكما. فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ أبعظمة ربكم وقوة سلطانه أم برحمة مولاكم ولطفه بكم الله لا شيء من آلائك نكذب ربنا ولك الحمد. .من هداية الآيات: 2- بيان جلال الله وعظمته وقوة سلطانه. 3- بيان عجز الخلائق امام خالقها عز وجل. 4- وجوب حمد الله تعالى وشكره على السراء والضراء. .تفسير الآيات (37- 45): .شرح الكلمات: {فكانت وردة كالدهان}: أي السماء محمرة احمرار الأديم أو الفرس الأحمر وذابت فكانت كالدهان في صفائها وذوبانها. {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس}: أي يوم يخرجون من قبورهم لا يسألون عن ذنوبهم لما لهم من علامات كاسوداد الوجوه وبياضها، ويسألون عند الحساب. {يعرف المجرمون بسيماهم}: أي سواد الوجوه وزرقة العيون. {ولا جان}: لهم من علاما كاسوداد الوجوه وبياضها، ويسألون عند الحساب. {يعرف المجرمون بسيماهم}: أي سواد الوجوه وزرقة العيون. {فيؤخذ بالنواصي والأقدام}: أي تضم ناصية المجرم إلى قدميه ويؤخذ فيلقى في جهنم. {هذه جهنم التي يكذب بها}: أي يقال لهم توبيخاً وتبكيتاً هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون في الدنيا. {المجرمون}: أي الذين أجرموا على أنفسهم بالشرك والمعاصي. {يطوفون بينها وبين حميم آن}: أي يسعون مترددين بينها وبين ماء حار قد انتهت حرارته إلى حد لا مزيد عليه وهو الحميم الآن يُسقونه إذا عطشوا واستغاثوا يطلبون الماء لإِراواء غلتهم العطشة. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {هذه جهنم} أي يقال لهم توبيخاً وتبكيتاً هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون على أنفسهم بالشرك والمعاصي في الحياة الدنيا قال تعالى: {يطوفون} أي يسعون مترددين {بينها وبين حميم آن} أي ماء حار اشتدت حرارته فبلغت حداً لا مزيد عليه يسقونه إذا استغاثوا من العطش. فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ إن خزي المجرمين وتعذيبهم نعمة تُقربها الفطرة البشرية ولا يقدرها الا من ذاق طعم الخوف والعذاب الذي ينزله المجرمون بالمتقين فلذا كان تعذيبهم يوم القيامة نعمة، كما أن هذا العرض لأحوال يوم القيامة وأهوالها نعمة إذ عليه آمن المؤمنون واتقى المتقون، فلذا قال تعالى بعد وصفِ حال أهل النار فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ .من هداية الآيات: 2- يبعث الناس من قبورهم ولهم علامات تميزهم فيعرف السعيد والشقي. 3- التنديد بالإِجرام وهو الشرك والظلم والمعاصي. .تفسير الآيات (46- 61): .شرح الكلمات: {ذواتا أفنان}: أي أغصان من شأنها أن تُورق وتُثمر وتمد الظل. {فيهما من كل فاكهة زوجان}: أي من كل ما يتفكه به من أنواع الفواكه صنفان. {بطائنها من استبرق}: أي بطائن الفرش من استبرق وهو ما غلظ من الديباج والظهائر من السندس وهو مارقَّ من الديباج الذي هو الحرير. {وجنى الجنتين دان}: أي وما يُجنى من ثمار الجنة دان قريب التناول يناله القائم والقاعد. {فيهن قاصرات الطرف}: أي قاصرات النظر بأعينهن على أزواجهن فقط. {لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان}: أي لم يفتضهن قبل أزواجهن إنس ولا جان. {كأنهن الياقوت والمرجان}: أي كأنهن في جمالهن الياقوت في صفائه والمرجان اللؤلؤ الأبيض. {هل جزاء الإِحسان إلا اللإِحسان}: أي ما جزاء الإِحسان بالطاعة إِلا الإِحسان بالنعيم. .معنى الآيات: وقوله: {فيهما عينان تجريان} أي في الجنتين ذواتي الأفنان عينان تجريان بالماء العذب الزلال الصافي خلال تلك القصور والأشجار فبأي آلاء ربكما تكذبان يا معشر الجن والإِنسان أبمثل هذا العطاء والإِفضال تكذبان؟ وقول الرحمن فيهما من كل فاكهة زوجان أي في تينك الجنتين من كل فاكهة من الفواكه صنفان فلا يكتفى بصنف واحد إتماماً للنعيم والتنعُّم فبأي آلاء ربكما تكذبان أبمثل هذا الإِنعام والإِكرام لأهل التقوى تكذبان؟ وقوله ما أوسع رحمته وهو الرحمن {متكئين} أي حال تنعمهم على فرش على الأرائك بطائن تلك الفرش من استبرق وهو الغليظ من الديباج أما الظواهر فهي السندس وهو مارق من الديباج. وقوله: {وجنى الجنتين دان} أي وثمارها التي تجنى من أشجارها دانية أي قريبة التناول يتناولها المتقى وهو مضطجع أو قاعد أو قائم، لا شوك فيها ولا بعد لها فبأي آلاء ربكما تكذبان أبمثل هذا الإِنعام والإِكرام تكذبان. قول الرحمن: {فيهن قاصرات الطرف} أي وفي تينك الجنتين نساء من الحور العين {قاصرات الطرف} أي العين على أزواجهن فلا ترى إلا زوجها أي فلا تنظر إلا إلى زوجها وتقول له وعزة ربي وجلاله وجماله ما أرى في الجنة شيئاً أحسن منك فالحمد لله جعلك زوجي وجعلني زوجك. وقوله: {لم يطمثهن} أي لم يجامعهن فيفتضهن قبل أزواجهن {إنس ولا جان} أي لم يجامع الإِنسية قبل زوجها الإِنسي إنسي ولم يجامع الجنية قبل زوجها الجني جان فبأي آلاء ربكما تكذبان أبمثل هذا الإِنعام تكذبان؟ وقوله: {كأنهن الياقوت} أي في صفائهن {والمرجان} في بياضهن إذ الحوراء منهن يُرى مخُّ ساقها تحت ثيابها كا يرى الخيط أو السلك في داخل الياقوته لصفائها فبأي آلاء ربكما تكذبان أبمثل هذا العطاء والإِنعام تكذبان. وقوله عظم فضله وجل عطاؤه وهو الرحمن {هل جزاء الإِحسان} أي في الإِيمان والطاعات من العبادات {إلا الإِحسان} إليه بمثل هذا النعيم العظيم الذي ذكر في هذه الآيات. فبأي آلاء ربكما تكذبان يا معشر الإِنس والجان فقولا: لا بشيء من آلاء ربنا نكذب فلك الحمد. .من هداية الآيات: 2- فضل نساء أهل الجنة في حبهن لأزواجهن بحيث لا ينظرن إلا إليهم. 3- بيان أن أفضل ألنساء في الدينا تلك التي تقصر نظرها على زوجها فتحبه ولا تحب غيره من الرجال. 4- بيان أن الجن المتقين يدخلون الجنة ولهم أزواج كما للإِنس سواء بسواء. 5- الإِشادة بالإِحسان وبيان جزائه والإِحسان هو إخلاص العبادة لله والإِتيان بها على الوجه الذي شرع أداؤها عليه، مع الإِحسان إلى الخلق بكف الأذى عنهم وبذل الفضل لمن احتاجه منهم. .تفسير الآيات (62- 78): .شرح الكلمات: {مدّهامتان}: أي مسودتان من شدة خُضْرتهما. {فيهما عينان نضاختان}: أي فارتان دائماً وأبداً تفوران بالماء العذب الزلال. {فيهن خيرات حسان}: أي في الجنات الأربع نساءٌ خيرات الأخلاق حسان الوجوه. {حور}: أي أولئك الخيرات حور أي بيض والواحدة حوراء أي بيضاء. {مقصورات في الخيام}: أي مستورات محبوسات على أزواجهن في الخيام والخيمة من در مجوف مضافة إلى القصور، وطول الخيمة الواحدة ستون ميلا. {لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان}: أي لم يجامعهن فيفتض بكارتهن بل أزواجهن في الجنة أحد. {على رفرف خضر}: أي على وسائد أو بسط الواحدة رفرفة خضر جمع أخضر. {وعبقرى حسان}: أي طنافس جمع طنفسة بساط له خمل رقيق أي بسط حسان. {تبارك اسم ربك}: أي تقدس وكثرت بركة اسم ربك الرحمن. {ذي الجلال والإِكرام}: أي ذي العظمة الإِكرام لأوليائه والإِحسان إلى عباده. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان} أي متكئين على رفرف خضر والرفرف جمع رفرفة أي على وسائد أو بُسُطٍ خَضْرٍ، وعبقريّ حِسان أي على طنافس ذات خمل دقيق. فبأي آلاء ربكما تكذبان بنع الدنيا أم بنعم البرزخ أم بنعم الآخرة لا بشيء من آلاء ربنا نكذب. وقوله تعالى: {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإِكرام} أي تبارك اسم ربك أي تقدس وكثرت بركات اسم ربك الرحمن ذي الجلال أي العظمة والإِكرام لأوليائه وصالحى عباده. .من هداية الآيات: 2- فضيلة التمر والرمان فلنبحث منافعهما فإن الحقيقة بنت البحث. 3- فضل المرأة المقصورة في بيتها وذم الولاجة الخراجة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما. 4- بيان أن الجن يدخلون الجنة ويسعدون فيها. 5- البركة تنال ببسم الله الرحمن الرحيم.
|